مَوطني أنَا بلا سَماء , بلا غشّاء , بلا نهارٍ ولا ليلاء
بلا قَلبْ , بلا مَطرْ , بلا بَردٍ ولا ثُلوجٍ بيضَاء
بلا حيَاة , بلا نقاء الندى , بلا هَامات سَحاب
بلا " رُوحْ "
وها أنّا أعُودْ مِن رّحلِتي التي فرضّتها ونسّيتها لتَجّولْ
مع من ذَاقُوا الحَياة
ذاقُ مرها وحّزنّها وآلوانّها
لَم اشّعر يَومًا أني رُوحٌ معَهمْ , بل ايقّنتْ ان روحِ كَانتْ
تزّلزلْ الكلّمات والأوتَار عنَدهم , وجسّدي وقلّمي بقّيا على
آريّكة الحيَاة هُنا , هُم فعلاً كما حكَت لي رُوحِّ انهّم سَادت الأدبّاء ! !
طَعنتْ جُمليّ وهمسّاتِي المُزلّة بسّكيِنْ الآلامْ والوجَع والحُبْ المسّودْ
فهَل من مجِيبٍ يُجيّبْ لِي لينثّر شّظايَاه فَوق قَلمْي الضَائعْ ؟
ليِعيِد لهُ شيءً سلّبه الذّميمُون مني
ومَن لَم يجّد شّظايَا لَه فليّكتفّي ويَرى
ريّشة فنِّ حيّن تُروى بحبّرْ البَقيِع
فلا تَرى سَماء بلّوحّةٍ كَانت سَوداء مِن قَبلْ أن تُسلّب