ديمة قندلفت : مسلسل قاع المدينة يصور حياة فئة مسحوقة

تجسد الفنانة السورية الشابة ديمة قندلفت شخصية الفتاة الفقيرة التي تعاني ضعف حال عائلتها فترتكب بعض الأخطاء الكبيرة التي قد لا يحاسب عليها المحاسبون إذا ما قيست المشكلة بالسبب، وذلك في مسلسل (قاع المدينة)، وفي حوار خاص أجرته مع صحيفة الخليج مع قندلفت تجيب النجمة صاحبة الوجه الجميل بثقة عن أسئلتنا
ما الدور الذي تصورين مشاهده في مسلسل قاع المدينة؟
ألعب في مسلسل “قاع المدينة” للمخرج سمير حسين دور “رولا” الفتاة التي تعيش عقداً نفسية اجتماعية نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ لعائلتها، وهي فتاة تدرس في الجامعة وترى هناك نماذج اجتماعية من خلال زملائها وزميلاتها وكلهم من ذوي الأوضاع المادية الجيدة، فيتولد عندها الكثير من ردات الفعل السلبية وخاصة عندما تتقدم بمطالبها لوالدها الذي لا يقوى على تلبيتها لسببين الأول الحال المادية غير الجيدة للعائلة، والثاني تفكيره الأناني بنفسه.
وبعد عدة مشكلات وبعد التبريرات من الوالد بضعف الحال ومع وفاة زوج شقيقتها في دولة خليجية وحصول العائلة على تعويض مالي، تكون الطامة الكبرى حين يذهب الوالد بالمال لتحقيق إحدى رغباته وهي الزواج من امرأة تقوم بالاستيلاء على كل المال، وهنا تكون ردة الفعل الأكبر حيث ترتكب خطأ كبيرا من الأفضل ترك تفاصيله للمشاهد إلى حين العرض.
وماذا عن المسلسل كما قرأت نصه؟
المسلسل كفكرة وتفاصيل يتجه نحو الفئة الاجتماعية المسحوقة في المجتمع المعاصر فهو يتكلم وبقوة عن حال أبناء المجتمع من ذوي الأوضاع المالية الضعيفة وكيف يكون نجاح تحقيق رغبات الكثير منهم مرهوناً بفاتورة ضخمة من القيم عليهم التخلي عنها، ففي العائلة سيكون التركيز على الأسرة التي أجسد إحدى بناتها، وفي الحارة أو الحي سيكون أحد الرجال ممن يعرفون بالشهامة والقوة والجرأة في مساعدة الناس والدفاع عنهم مضطراً للسرقة بين الحين والحين من أجل تحقيق بعض مطالب الحياة وهكذا.
المسلسل جريء وقوي وهو موجه للطبقة الثالثة وربما الرابعة في المجتمع وسيكون له الحضور الكبير والمؤثر في رمضان المقبل.
لوحظ في توزيع الشخصيات عدم وجود أخ للعائلة التي تجسدين دور إحدى بناتها وقد سمعنا أن وراء ذلك هدفا، برأيك ما هو؟
من وجهة نظري أرى أن الكاتب والمخرج ارتأيا أن تكون العائلة بلا شقيق من أجل اكتمال عناصر الفقر و(التعتير) لأن الفقر يتطلب وجود الحاجة أولا وأخيرا، وفي حال وجود أخ من الممكن أن يطعن المراقب أو المتابع في بعض تفاصيل سير حياة الأسرة في رأي ما يقول إن وجود شاب يجب أن يكون ملبيا لحاجة الأسرة من بعض المال.
من جهة أخرى فإن الأسرة المسحوقة مادياً في غالب الأحيان هي التي تكون بلا معيل والهدف في العمل هو إظهار هذه الحال، فوجود الأب المسن والأم المتقدمة في العمر والشقيقتين بلا شقيق صورة ملبية للحالة الدرامية المطروحة. قد لا أكون المعنية بتعريف المخرج سمير حسين بعد أن فرض نفسه بقوة على ساحة الدراما السورية في السنوات الماضية، فمخرج شاب يعمل معه ممثلون عمالقة يحلم أي مخرج بوجودهم معه هو مخرج ناجح بكل المقاييس، فمعه من النجوم منى واصف وخالد تاجا وأيمن زيدان وغسان مسعود، والعام الماضي كان معه النجم هاني الروماني، هذه الأسماء عندما توجد مع مخرج ما فهذا يعني أنه كبير ولا علاقة هنا للسن أو المرحلة التي يأتي فيها.
ومن خلال وجودي معه وجدت الراحة والثقة والقدرة على الإبداع وتقديم ما يمكنني تقديمه ذاتيا من خلال شخصيتي الفنية، فالنص يمثل جزءا من العمل المتكامل يختلف عن الجزء الذي يمثله الإخراج ومهارات الممثل وإمكاناته جزء آخر وهذا ما أحسسناه مع المخرج الشاب والكبير سمير حسين.
في كل المسلسلات التي تأخذ شكل الحلقات المنفصلة تكون لك لوحة أو أكثر، ما الذي يشدك إلى مثل هذا النوع؟
لنقل إنه لون أكثر مما هو نوع، وفي مسلسلات الحلقات المنفصلة تتوفر أمامك ألوان مختلفة عن الألوان التي تقدمها أو تخوضها في مسلسل واحد بقصة واحدة ومن ثلاثين حلقة. ففي المسلسل المنفصل تكون أمامك حلقة معينة من قصة واحدة لك فيها خمسة عشر مشهدا على سبيل المثال وبالتالي يمكنك خوض الحلقة في يوم واحد، وفي اليوم التالي قد تصور مشاهدك في حلقة أخرى وقد لا يكون لك مشاركة في العمل بعد ذلك. هذا الأمر يريح الممثل كثيرا حيث يصبح بإمكانه هندسة وقته أكثر والقراءة بسهولة أكثر حيث إن أهم ما يتوفر للممثل في مثل هذا النوع هو السلاسة والدينامية والحركة السريعة في استوديوهات التصوير وقد يكون أمام الممثل أربعة أعمال في أربعة أماكن في نفس الوقت وبالتالي أسرع ما يمكن إنجازه هو مسلسلات الحلقات المنفصلة.
لنأت على حديث الممثلة الشابة والفن والمغريات، ما الذي يغري الممثلة الشابة في العمل؟
بالنسبة لي، أهم ما يمكن أن يغريني هو النص الجيد والمخرج الواعي الذي يحترمني ويحترم إمكاناتي ويستطيع وضعي في المكان المناسب لي، كما أن المقابل المادي الجيد والذي هو السبيل الوحيد لاستمرار حياة الفنان في فنه أمر له علاقة قوية بقبولي المشاركة في الأعمال أو عدمها، بالإضافة إلى أن كل ما يقال هو هرطقات بالنسبة لي وإن كان له وجود عند سواي فالأمر لا يعنيني وهذا ما أقوله في وسطي الفني ووسطي الاجتماعي وفي مقابلاتي الصحافية أيضا.
عرض وطلب
لا يوجد أمر خاص بي، فأنا كممثلة لا توجد بالنسبة لي توجهات في الدراما، وأنا مستعدة لتمثيل التاريخي والاجتماعي والفنتازي والكوميدي في الوقت نفسه، لكن المشكلة هي في السوق المتوفر أمامك. فقبل عامين عرض علي المشاركة في مسلسل (سقف العالم) للمخرج الكبير نجدت أنزور ولم أتردد في الموافقة فشاركت بدور رئيسي، وبعد ذلك قل الإنتاج التاريخي وانخفض بشكل مريب. المسألة عرض وطلب عندما تكون كل الأنواع متوافرة، أما في الأمر الواقع فيتوفر نوع ويغيب آخر.
علاقات
لم يعرض علي أحد البتة علاقة من أي نوع من أجل أي دور من الأدوار كما أنني لم أصادف في أي عمل خضت دوراً فيه أن ممثلة شابة أو غير ذلك وجدت في العمل بسبب علاقة وما يقال في هذا الصدد هو كما عرَفته قبل قليل بأنه هرطقات لا أساس لها من الصحة، فنحن في الوسط الفني نثق بوسطنا وبأهله مخرجين ومنتجين وممثلين وكتاباً وغير ذلك.

ميرســـــــ كتير ــــــــــــــي