[center]قصيدة رائعة بعنوان التلميذ للشاعر الكبير نزار قباني
تورَّطتُ في الحبِّ خمسينَ عاماً...
ولا زلتُ أجهلُ...
ماذا يدورُ برأسِ النساء...؟
وكيفَ يفكرنَ... كيفَ يخططنَ...
وكيفَ يرتبنَ أشياءهنَّ.... كيفَ يدربنَ أثداؤهن...
على الكرِ والفرِ والغزوِ والسلبِ والسلمِ والحربِ...
والموت في ساحة الكبرياء...
قرأتُ كتاب الأنوثة حرفاً فحرفاً...
ولم أتعلم إلى الآن شيئاً من الأبجدية...
ولا زلتُ أشعرُ أني أحبكِ في زمن الجاهلية...
وألثم حناءَ شعركِ ...بالطرق الجاهلية...
ولا زلتُ أشعرُ أن الهوى في بلاد العروبة
سوى غزوةٌ جاهلية
قضيتُ بشارع نهديك نصفَ حياتي
ولا زلتُ أجهلُ من أين باب الخروج...؟
وأين نهايات الفضاء...
ولازلتُ أجهل كيفَ يهدِّد نهدٌ بسنِّ الطفولة...
أمنَ الرجال وأمن السماء...؟
تنقلتُ بين قوارير عطركِ خمسين عاماً...
وبين بساتين شعركِ خمسين عاماً ...
وبين تقاسيم خصركِ خمسين عاماً...
ولا زلتُ أجهلُ كيفَ أفكُّ حروف الهجاء...؟
وكيفَ أفكُ الضفائرَ ؟ وكيف أشيلُ الدبابيس...؟
إذا ساعة الحسمِِ دقت وفاضتْ دموع ُ الشتاء...
تورطتُ فيكِ عميقاً... عميقاً...
إلى أن وصلت ُ لحالِ التجني وحال التماهي وحال الحلول وحال الفناء...
ولا زلتُ أجهلُ ما الفرق ...؟
بين رائحة الجسد الأنثوي... ورائحة الكستناء...؟
دخلتُ لمدرسة العشقِ خمسين عاماً...
أخذتُ في درس التصوف صفراً..
ودرس التقشف صفراً...
ودرس القناعة صفراً...
ودرس التواضع صفراً ...
ودرس الغرام صفراً...
ولكنني لم أتفوق...
إلا بدرس الجنون...
انتهت
في تصوري أن الشاعر يشير إلى أن المرأة
سر كبير جداً لم يكتشف بعد مثل الطبيعة
تماماً فيها الكثير الكثير من الغموض
وأن كشف الرجل بعضاً من أسراره يبقى جاهلاً
لأشياء كثيرة هي ذاتها لاتعرفها
تقبلوا رأيي ولكم الحكم
دمتم بسعادة على مر الأيام
A.D
[b]